اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك علي محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد



Sunday, December 28, 2008

فضل عاشوراء وشهر الله المحرّم

كل عام وانتم الي الله اقرب ولامتكم انفع ولنبينا اتبع
شهر الله المحرّم شهر عظيم مبارك، وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: إ ِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة:36].
وعن أبي بَكْرَةَ عن النبي : {.. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ } [رواه البخاري 2958] والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه.
وقوله تعالى: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.
وقال قتادة في قوله: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء،
وقال: إن الله اصطفى صفايا من خلقه: اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظّم الله، فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل. ( انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله: تفسير سورة التوبة آية 36 ).
فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ } [رواه مسلم 1982].
قوله: { شهر الله } إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم.
ولكن قد ثبت أنّ النبي لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله.
وقد ثبت إكثار النبي من الصوم في شعبان، ولعلّ لم يوح إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه.. (شرح النووي على صحيح مسلم).
الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان:
قال العِزُّ بن عبدِالسَّلام رحمه الله: وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دُنيويٌّ.. والضرب الثاني: تفضيل ديني راجعٌ إلى الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء.. ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها.. (قواعد الأحكام 38/1).
عاشوراء في التاريخ:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: { مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قال: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ } [رواه البخاري 1865].
قوله: { هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ } في رواية مسلم: { هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه }. قوله: { فصامه موسى } زاد مسلم في روايته: { شكراً لله تعالى فنحن نصومه } وفي رواية للبخاري: { ونحن نصومه تعظيماً له }. ورواه الإمام أحمد بزيادة: { وهو اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً }.
قوله: { وأمر بصيامه } وفي رواية للبخاري أيضا: { فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا }.
وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيّام الجاهلية قبل البعثة النبويّة،
فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: { إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه }.. قال القرطبي: لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السّلام.
وقد ثبت أيضا أنّ النبي كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب فأجابوه كما تقدّم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتّخاذه عيدا كما جاء في حديث أبي موسى قال: { كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَعُدُّهُ الْيَهُودُ عِيدًا } وفي رواية مسلم: { كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود تتخذه عيدا } وفي رواية له أيضا: { كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيدا، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم }. ققال النبي : { فَصُومُوهُ أَنْتُمْ } [رواه البخاري].
وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه، لأن يوم العيد لا يصام. (انتهى ملخّصا من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري).
فضل صيام عاشوراء:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ } [رواه البخاري 1867] ومعنى "يتحرى" أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
وقال النبي : { صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله } [رواه مسلم 1976] وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.
أي يوم هو عاشوراء:
قال النووي رحمه الله: عاشوراءُ وتاسوعاءُ اسمان ممدودان، هذا هو المشهور في كتب اللغة. قال أصحابنا: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم، وتاسوعاء هو اليوم التّاسع منه.. وبه قال جُمْهُورُ العلماء.. وهو ظاهر الأحاديث ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة. (المجموع).
وهو اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية (كشاف القناع ج2 صوم المحرم).
وقال ابن قدامة رحمه الله: عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم. وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن، لما روى ابنُ عبّاس، قال: { أمر رسول الله بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم }. [رواه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح].
استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء:
روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: { حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ". قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ }. [رواه مسلم 1916].
قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً; لأن النبي صام العاشر، ونوى صيام التاسع.
وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وكلّما كثر الصيام في محرّم كان أفضل وأطيب.
الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء:
قال النووي رحمه الله: ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً:
أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ.
الثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ، كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ، ذَكَرَهُمَا الْخَطَّابِيُّ وَآخَرُونَ.
الثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ، وَوُقُوعِ غَلَطٍ، فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ. انتهى.
وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: نَهَى عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ في عَاشُورَاءَ: { لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لاَصُومَنَّ التَّاسِعَ } [الفتاوى الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم].
وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث: { لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع }: ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح وبه يُشعر بعض روايات مسلم. [فتح 4/245].
حكم إفراد عاشوراء بالصيام:
قال شيخ الإسلام: صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ.. [الفتاوى الكبرى ج5]. وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده.. [ج3 باب صوم التطوع].
يُصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة:
ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضمّّ يوم أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء.. [تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع، مشكل الآثار ج2: باب صوم يوم السبت].
وقال البهوتي رحمه الله: وَيُكْرَهُ تَعَمُّدُ إفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ بِصَوْمٍ لِحَدِيثِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أُخْتِهِ: { لا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إلّا فِيمَا اُفْتُرِضَ عَلَيْكُمْ } [رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ: عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ] وَلأَنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ فَفِي إفْرَادِهِ تَشَبُّهٌ بِهِمْ.. ( إلا أَنْ يُوَافِقَ ) يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَوْ السَّبْتِ ( عَادَةً ) كَأَنْ وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَكَانَ عَادَتَهُ صَوْمُهُمَا فَلا كَرَاهَةَ; لأَنَّ الْعَادَةَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي ذَلِكَ. [كشاف القناع ج2: باب صوم التطوع].

Friday, November 28, 2008

الا إن لربكم في ايام دهركم لنفحات الا فتعرضوا لها



************ ********* *****
فضل العشر من ذي الحجة

تفرّد الله سبحانه وتعالى بالخلق والاختيار، قال تعالى: { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون } ( القصص 68)، ومن رحمته بالعباد أن فاضل بين الأوقات والأزمنة، فاختار منها أوقاتاً خصّها بمزيد الفضل وزيادة الأجر؛ ليكون ذلك أدعى لشحذ الهمم، وتجديد العزائم، والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات، ومن هذه الأزمنة الفاضلة أيام عشر ذي الحجة التي اختصت بعدد من الفضائل والخصائص .
فقد أقسم الله بها في كتابه تنويها بشرفها وعظم شأنها فقال سبحانه: { والفجر، وليال عشر، والشفع والوتر } ( الفجر 1- 3)، قال عدد من أهل العلم: إنها عشر ذي الحجة .
وشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها أعظم أيام الدنيا، و أن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال - صلى الله عليه وسلم-: ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ) رواه الترمذي ، وأصله في البخاري ، وفي حديث ابن عمر : ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) رواه أحمد .
وفيها يوم عرفة الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث عائشة رضي الله عنها: ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ ) رواه مسلم ، وهو يوم مغفرة الذنوب وصيامه يكفر سنتين .
وفيها أيضاً يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله قال - صلى الله عليه وسلم -: ( أعظم الأيام عند الله تعالى، يوم النحر، ثم يوم القرّ ) رواه أبو داود .
وإنما حظيت عشر ذي الحجة بهذه المكانة والمنزلة لاجتماع أمهات العبادة فيها وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها .
وقد تكلم أهل العلم في المفاضلة بينها وبين العشر الأواخر من رمضان، ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ذهب إليه بعض المحققين من أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة، وليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة جمعاً بين النصوص الدالة على فضل كل منها، لأن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار الأيام، ففيها يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية .
وهناك أعمال صالحة تتأكد في هذه العشر جاءت النصوص بالحث عليها، والترغيب فيها من أهمها

:
التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والتزام طاعته والبعد عن كل ما يخالف أمره ونهيه بشروط التوبة المعروفة عند أهل العلم، فقد أمر الله بها عباده المؤمنين فقال: { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } (النور 31) ولا غناء للمؤمن عنها في جميع الأوقات والأزمان .
ومن أعمال عشر ذي الحجة الحج إلى بيت الله الحرام، فمن المعلوم أن هذه الأيام توافق فريضة الحج، والحج من أعظم أعمال البر كما قال - صلى الله عليه وسلم - وقد سُئل أي العمل أفضل، قال: ( إيمان بالله ورسوله، قيل ثم ماذا ؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور ) متفق عليه، فينبغي للمسلم إن وجد سعة في ماله، وصحة في جسده أن يبادر بأداء هذه الفريضة العظيمة، لينال الأجر والثواب الجزيل، فهي خير ما يؤدّى في هذه الأيام المباركة .
ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله في هذه الأيام العشر المحافظة على الواجبات وأدائها على الوجه المطلوب شرعاً، وذلك بإحسانها وإتقانها وإتمامها، ومراعاة سننها وآدابها، وهي أولى ما يشتغل به العبد، قبل الاستكثار من النوافل والسنن، ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة : ( وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ....) رواه البخاري .
وبعد إتقان الفرائض والمحافظة على الواجبات ينبغي للعبد أن يستكثر من النوافل والمستحبات، ويغتنم شرف الزمان، فيزيد مما كان يعمله في غير العشر، ويعمل ما لم يتيسر له عمله في غيرها، ويحرص على عمارة وقته بطاعة الله تعالى من صلاة، و قراءة القرآن، ودعاء وصدقة، وبر بالوالدين وصلة للأرحام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإحسان إلى الناس، وأداء للحقوق، وغير ذلك من طرق الخير وأبوابه التي لا تنحصر .
ومن الأعمال التي ورد فيها النص على وجه الخصوص الإكثار من ذكر الله عموما ومن التكبير خصوصاً لقول الله تعالى: { ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } (الحج 28)، وجمهور العلماء على أن المقصود بالآية أيام العشر، وكما في حديث ابن عمر المتقدم ( فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد ) رواه أحمد .
ويسن
إظهار التكبير المطلق من أول يوم من أيام ذي الحجة في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به النساء، إعلاناً بتعظيم الله تعالى، ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وهو من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها في هذه الأيام، وقد ثبت أن ابن عمر و أبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما .
وأما التكبير الخاص المقيد بأدبار الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق لقوله تعالى: { واذكروا الله في أيام معدودات } (البقرة 203) . ولقوله عليه الصلاة والسلام: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ) رواه مسلم .
ومن الأعمال التي تتأكد في هذه الأيام الصيام، وهو بالإضافة إلى أنه داخل في عموم العمل الصالح إلا أنه قد ورد فيه أدلة على جهة الخصوص فعن حفصة رضي الله عنها قالت: ( أربع لم يكن يدعهن النبي - صلى الله عليه وسلم -: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة ) رواه أبو داود وغيره، والمقصود صيام التسع، لأنه قد نُهِي عن صيام يوم العيد، قال الإمام النووي عن عشر ذي الحجة " صيامها مستحب استحباباً شديداً "، وآكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عرفة فقال: ( يكفّر السنة الماضية والباقية ) رواه مسلم .
ومن الأعمال أيضاً الأضحية وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها وقد حافظ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - .
فهذه أهم الأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ويبقى باب العمل الصالح أوسع مما ذُكِر، فأبواب الخير كثيرة لا تنحصر، ومفهوم العمل الصالح واسع شامل ينتظم كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فينبغي لمن وفقه الله، أن يعرف لهذه الأيام فضلها، ويقدر لها قدرها، فيحرص على الاجتهاد فيها، ويحاول أن يتقلل فيها ما أمكن من أشغال الدنيا وصوارفها، فإنما هي ساعات ولحظات ما أسرع انقضاءها وتصرمها، والسعيد من وفق فيها لصالح القول والعمل .__._,_.___

Wednesday, November 26, 2008

وذكر

وذكر فان الذكري تنفع المؤمنين
اذكر نفسي واياكم بصيام غدا ان شاء الله الخميس سنه عن المصطفي صلي الله عليه وسلم ويبدا صيام عشر ذو الحجه
والاعمال الصالحه في عشر ذو الحجه ان شاء الله صياما وقياما وصدقه وذكر ..ذكر...ذكر
ولذكر الله اكبر
فاذكروني اذكركم
واذكروا الله في ايام معدودات

Wednesday, October 22, 2008

يارب


يارب يارب
..
لقد ضعفت ولا غيرك يقويني
لقد يئست ولم أفقد فيك يقيني
لقد ضللت ولا سواك هاديني
لقد غرقت وأنت فقط منجيني
يارب..
ارحمني في لحظة ضعفي
وابعد عني شياطيني ونفسي
واهدِ لي قلبي وعقلي
واغفر لي خطيئتي ويأسي
يارب.
إلى من أشكو وأنت موجود
ولمن أبكي وبابك غير مردود
ومن أدعو وأنت فقط المعبود
ومن أرجو ورجائي فيك غير محدود
يارب
اجعل عفوك عني دائم
ورضاك علي قائم
واجعلني عن الذنوب نادم
ولباب توبتك قادم

Friday, August 29, 2008

هدايا للصائمين


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد




لا أجد أحسن هدية ولا أعظم تحفة ولا أجل عطية من أن أقدم للصائم هدايا من رسول الهدى عليه الصلاة والسلام يهديها لكل مسلم،


إنها تلك الأحاديث العملية التي ذكرت مقرونة بالأجر والثواب،


إنها تلك الأحاديث التي هي من أبواب السعادة ومن طرق الخير في الدنيا والآخرة.


أيها الصائم دونك الأحاديث واحرص على العمل بها:




يقول عليه الصلاة والسلام: «من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكتبت له بها عشر حسنات، وحط عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح». رواه أحمد، وابن ماجه وسنده صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يصبح أو حين يمسي: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة».رواه أحمد، وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم بسند صيحيح وهو عند البخاري بلفظ آخر.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يصبح وحين يمسي: «سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء إلا أحد قال مثل ذلك وزاد عليه» رواه مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله نبياً وجبت له الجنة». رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة». رواه الترمذي وابن حبان، والحاكم وهو حديث صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر». متفق عليه.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قام بعشر آيات، لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين». رواه أبو داود وابن حيان وهو حديث صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يمسي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يمسي». رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره لدغة حية في تلك الليلة». رواه الترمذي وابن حبان والحاكم وهو حديث صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله لا حول ولاقوة إلا بالله يقال له: كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان». رواه الترمذي.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غفر الله له ما تقدم من ذنبه». رواه مسلم والخمسة




.وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات، بنى الله له بيتاً في الجنة». رواه أحمد بن معاذ بن أنس وسنده صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت». رواوه ابن حبان والنسائي وهو حديث صحيح ولم يصب من ضعفه.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن». رواه أحمد والنسائي والترمذي وهو حديث صحيح.




وقال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ بمائة آية في ليلة، كتب له قنوت ليلة». رواه أحمد والنسائي بسند صحيح.




هذه باقة عطرة من محمد صلى الله عليه وسلم نزفها إلى كل صائم.


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين


.د.عائض القرني

Friday, August 22, 2008

وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون

موقع جميل لقراءة القرآن والاستماع اليه واخذ الثواب على ذلك
وكمان ممكن تكسب جائزة
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
اكسب ثواب وراجع حفظك واكسب جايزة كمان
اشترك وسجل اسمك وادخل على حسابك واسمع من خلال حسابك القران آيه آيه وفيه تفاسير للقران مكتوبة وانت بتسمع
ادخل جرب ولو ما عجبتكش الفكرة يبقي على الاقل اخذت ثواب الايات اللي سمعتها

Monday, August 11, 2008

ما تنسوش الايام البيض

ما تنسوش الايام البيض
ان شاء الله الاعمال حترفع الي الله في شهر شعبان كما اخبر الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم
وكان يحب ان يرفع عمله وهو صائم واستنانا بسنته وعملا بها واحياءًا لها
يالا بينا نذكر بعض بالصيام في شعبان
وبالاخص صيام الايام البيض 13 و14 و15 من شعبان
وستكون باذن الله يوم الخميس14 اغسطس والجمعه15 اغسطس والسبت 16 اغسطس
وبالمرة ما ننساش صلاة الخسوف حتكون يوم 15 شعبان ان شاء الله
كل عام وانتم الي الله اقرب
اللهم بلغنا رمضان

Thursday, August 7, 2008

فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف


فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف
امتدح الله تعالى في كتابه شهر رمضان بقوله : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ } .. وبيَّن أنَّ فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر ، فاهتمَّ المسلمون بهذا الشهر العظيم واجتهدوا فيه بالعبادة من صلاة ، وصيام ، وصدقات ، وعمرة إلى بيت الله الحرام وغير ذلك من أعمال البر والصلاح ..
ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم انتباه الناس إلى شهر رجب في الجاهلية ، وتعظيمه وتفضيله على بقية أشهر السنة ورأى المسلمين حريصين على تعظيم شهر القرآن أراد أن يبين لهم فضيلة بقية الأشهر والأيام ..
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )..
وسؤال أسامة رضي الله عنه يدل على مدى اهتمام الصحابة الكرام وتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..
وبالفعل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المتفق على صحته ..
ولا بدَّ من وجود أمر هام وراء هذا التخصيص من الصيام في مثل هذا الشهر وهذا ما نبَّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى )فإذاً أعمال العباد ترفع في هذا الشهر من كل عام ، وتعرض الأعمال يوم الااثنين والخميس من كل أسبوع
فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن ترفع أعماله إلى ربّ العالمين وهو صائم لأنَّ الصيام من الصبر
وهو يقول:{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
فشهر شعبان شهر عظيم عظمَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحري بنا أن نعظمه وأن يكثر من العبادة والاستغفار فيه تماماً كما جاء وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .في هذا الشهر ليلة عظيمة أيضاً هي ليلة النصف من شعبان عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله : ( يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان
فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن )..
فمن دعا غير الله تعالى فقد أشرك ، ومن سأل غير الله فقد أشرك ، ومن زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأله قضاء الحاجات فقد أشرك ، ومن ذبح لغير الله فقد أشرك، ومن قرأ المولد عند قبر الحسين أو المرغلي أو سيدتهم زينب أو الشعراني أو ابن العربي أو أبو عبيدة أو إلى غير ذلك من الأضرحة فمن فعل ذلك وسألهم الحاجات فقد كفرو وأشرك ، ومن حكَّم غير شرع الله وارتضى ذلك فقد أشرك ..والمشرك لا يطّلع الله عليه ولا يغفر له الذنوب..وكذلك من كانت بينهما شحناء وعداوة لا يغفر الله لهما حتى يصطلحا ..
سبحان الله يستصغر الناس مثل هذه الأمور .. يستصغر الناس مثل هذه الأمور .. لذلك ترى اليوم في مجتمعنا ظهور هذه الصفات الذميمة بين أفراده.. وخصوصاً الذي يعمرون المساجد يبغض بعضهم لمجرد أمر حقير لا يستحق أن يذكر وإني لأذكرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم هذا .. والمطلوب منهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ..
وليكن الذين هم على شحناء وعداوه على علم ودراية بخطورة هذا الأمر وأنَّ الشحناء والبغضاء بين أخوة الإيمان سبب في عدم قبول صلاتهم ، وعدم قبول أعمالهم ، وعدم تطلع ربّ العزة والجلال إليهم في ليلة النصف من شعبان ..{ يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إلاَّ مَن أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلَيمٍ }.. قلب لا يحمل حقداً ولا حسداً ولا غشاً على أحد من المسلمين ..
بعض البدع والأحاديث الواهية عن ليلة النصف من شعبان ..
أولها : بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.. وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر وإنما حديثها موضوع مكذوب فلا أصل لهذا فتنبهوا عباد الله من البدع والضلالات ..
- من ذلك أيضاً تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة ونهارها بصيام لحديث : إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها .. هذا حديث لا أصل له .. هذا حديث لا أصل له ..فتنبهوا عباد الله ..
- من البدع أيضاً صلاة الست ركعات في ليلة النصف من شعبان بنية دفع البلاء ، وطول العمر ، والاستثناء عن الناس ، وقراءة سورة يس والدعاء ..فذلك من البدع والمحدثات المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام الغزالي في الأحياء : وهذه الصلاة مشهورة في كتب المتأخرين من السادة الصوفية التي لم أرَ لها ولا لدعائها مستنداً صحيحاً من السنة إلاَّ أنه من عمل المبتدعة .وقد قال أصحابنا أنه يُكره الاجتماع على إحياء ليلة من مثل هذه الليالي في المساجد أوفي غيرها .
قال الإمام النووي رحمه الله : صلاة رجب - صلاة الرغائب - وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان .
وعلى هذا يجب عليك عبد الله أن تعبد الله بما شرع لك في كتابه أو جاء مبنياً في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده ..
وإياكم عباد الله ومضلات الأمور فإنَّ البدع ضلالات وطامات ولا يستفيد العبد من عملها إلاَّ البعد من الله تبارك وتعالى ..
فتفقهوا عباد الله في دينكم ..
فيوم الجمعة هو أفضل الأيام ..وشهر رمضان هو أفضل الشهور ..وليلة القدر أفضل الليالي ..والمسجد الحرام أفضل المساجد ..وجبريل أفضل الملائكة ..ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء والمرسلين بل هو سيد ولد آدم أجمعين ولا فخر وقد أمركم الله بالصلاة عليه فقال عز من قائل : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيماً )اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وارضى اللهم عن صحابته أجمعين عن الأربعة والعشرة والمبشرين وسائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك ولطفك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين .
من كلام خالد الراشد

Friday, July 11, 2008

تذكير................ وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين


كل عام وانتم الى الله اقرب ولنبينا اتبع ولامتنا انفع والى الجنه اقرب وعن النار ابعد

خطب صلى الله عليه وسلم في حجه الوداع وقال فى خطبته:
ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض :السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم :ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجه ومحرم ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان رواه الشيخان
اذكر نفسى واياكم باحياء سنة الحبيب المصطفى صلي الله عليه وسلم وهى
صيام ثلاثه ايام من كل شهر
صيام الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر من شهر رجب
وستكون باذن الله ايام الاربعاء 16 يوليو و الخميس 17 يوليو و الجمعه 18 يوليو
وبما اننا فى ايام الصيف وايام شديده الحر والصيام فيها صعب على النفس اذكر نفسي واياكم بقول جبيبي صلي الله عليه وسلم
كما جاء عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفاً) رواه النسائي..
وكان أبو سعيد لأجل هذا الحديث ينتقي اليوم الشديد الحرارة فيصومه مع طوله وشدة حره،
فمن صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفاً،
وربما صام صلى الله عليه وسلم لأجل ذلك -أيضاً- صام في يوم شديد الحر، كان يجعل الإنسان يده على رأسه من شدة الحر، صامه هو وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه
فهلا تشبهنا بنبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم وتشبهنا بصحابته فمن تشبه بقوم فهو منهم
اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال

اللهم بلغنا بفضلك شهر رمضان

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآميـــــــــــــــــــــــــــــــن

Friday, June 27, 2008

كلمة فى ودنك وانت بتصيّف



بتفكر فى ايه دلوقتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



اكيد حنقضى الاجازة فين؟؟؟؟؟؟؟
وبتدور على مكان يناسبك ويلائمك أنت وعيلتك تلاقيك استعديت خلاص..


ايوه ...........من حقك ........ النزهة والترفيه عن النفس..


مبدئيا احنا ما بنعتبش عليك أنك تفكر في الفسحه دى فالنفس مجبولة على كده وهي فطرة الله اللي فطر الناس عليها


ولا بنعتب عليك أنك تأخذ عيلتك وأولادك في فسحه حلوة أو رحلة بره أو غيرها،


والا نعتبر بنخالف واقع حياتنا والنفس بتمل فلازم نروح عنها


وعندما لقي حنظلة أبا بكر قال له نافق حنظلة، قال أبو بكر: سبحان الله ! ما تقول؟ قال قلت: نكون عند رسولالله يذكرنا بالجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيراً


قال أبو بكر: فوالله، إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله ، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله ! فقال رسول الله : { وما ذاك؟ } قلت: يا رسول الله ! نكون عندك، تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيراً! فقال رسول الله : { والذي نفسي بيده إن لو تدمون على ما تكونون عندي في الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة! ساعة وساعة - ثلاث مرات


إذن لا بد من الترويح عن النفس.. لابد من التخفيف عنها.. كما قال النبي ساعة وساعة..
لكن ييجى دور الأهواء والرغبات في فهم كلام النبي { ساعة وساعة }وكل واحد يفهم الكلام علي مزاجه


وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حينما قال: ( أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى، وطول الأمل، فإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة ).
ساعة وساعة.. نعم ساعة وساعة


لكن هل معني كده أنها ساعة للطاعة وساعة للمعصية !؟


هل المراد ساعة لربك، وساعة لنفسك تفعل فيها ما تشاء وتختار !؟


مش ممكن يكون النبي قصده كده ، أو أن يتفهم منه كده


اصل ازاي تتصور أن يأمر النبي بمعصية ربه، والتعدي على حدوده؟! وانتهاك محارمه؟!


أما علمت أن رسول الله لم يكن يغضب لنفسه، ولكن إذا انتهكت محارم الله اشتد غضبه، واحمر وجهه.. فكيف يأذن إذاًبالمعصية وهذا منهجه؟ وهذه طريقته؟


سبحانك هذا بهتان عظيم..




إن المفهوم الصحيح لقول النبي ساعة وساعة هو ساعة لطاعة الله عز وجل، وساعة يلهو بلهو مباح كما هو ظاهر الحديث والذي يوافق روح الشريعة الغراء..


يقول الله عز وجل: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [القصص: 77]


هاهو ربك عز وجل يأمرك أن تستعمل ما وهبك من المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدار الآخرة وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا مما أباح الله فيها من الآكل والشرب والسكن والزواج..


فأي دين أعظم من هذا؟ وأي شريعة أكمل من هذه الشريعة؟


اللي راعت بين جوانب الحياة كلها وأعطت كل ذي حق حقه.
إن الإسلام مابيمنعش من الفسح والترفيه لكن اذا كان وفق الضوابط الشرعية اللي تكفل لك ولأسرتك السلامة والعافية في الدارين..


ولكن إذا صاحب ذلك تفريط وإفراط هنا يأتي التحذير والمنع مش من أجل حرمانك من التمتع؟ كلا؛


بل من أجل المحافظة عليك من أن تحيط بك السيئات من كل جانب فتهلك فتكون من الخاسرين..


ما أجمل والله أن تكون النزهة عامرة بذكر الله عز وجل والمحافظة على فرائض الله..


ما أجمل أن يكون لك بهذه النزهة عبرة فمثل ما الفسحه دي مؤقته ومكان مؤقت مسيرك حتسيبه وترجع لدارك الباقيه وهي بيتك فايضا اعلم أن هذه الدنيا دار فناء وأن لك دار أخرى تنتظرك فماذا أعددت لها؟


ما أجمل أن تكون تلك النزهة في ذلك الهواء الطلق، والسماءالصافية، والألوان الزاهية التي تجعلك تنظر وتتأمل في نجوم السماء وأفلاكها والاي مش حتشوفها في المدن


فتكون ممن قال الله فيهم الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:191] ما أجمل أن تحمل بعض الكتب النافعة والأشرطة المفيدة فتهديها إلى من حولك أو ممن تراه في رحلتك.


ما أجمل تلك الرحلة التي تجمع بين المتعة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهما أمران لا يتعارضان، ما أجمل تلك النزهة التي تكون فيها النكتة المباحة، والفائدة الممتعة..


ما أجمل والله ذاك الرجل الذي أخذ أسرته وذهب بهم للترويح البريء بمكان خال من أعين المتلصصين على عورات الناس ومحارمهم..


هذه كلها صور جميلة ولكن الذي يكدر الخاطر ويؤنب الضمائر، ما نراه في بعض تلك المنتزهات الجماعية أو ما تسمى بالعائلية من مشاهد مقززة من تبرج وسفور وارتفاع لأصوات النساء.. حتى وصل الأمر ببعض النساء أن تستخدم أرجوحة الأطفال والأجانب ينظرون !! ويجري هذا تحت سمع وبصر الأولياء !! فيا سبحان الله ! وصل بينا الحال إلى هذه الدرجه! أفقدت الغيرة؟! أذبحت الأخلاق؟!
هل يمكن لك أن تنبسط مع أولادك وأهلك في مثل تلك التجمعات؟


هل يمكن لزوجتك أن تأخذ راحتها وأنسها وتتأمل في ملكوت الله تعالى والناس من حولها.. الأسرة بقرب الأسرة !؟ ثم كم من الشباب الذين يترصدون لاصطياد الفتيات في تلك التجمعات؟


والذين لا همّ لهم إلا النظر في عورات الناس؟


وكم من الشباب الذين نراهم في سيارتهم وقد رفعوا أصوات الموسيقى الصاخبة فهل يمكن أن تعمل شيئاً؟


وهل يمكنك أن لا تسمع تلك الأصوات أولادك وأسرتك؟


وكم من المشاهد ستراها أنت بنفسك لا تحل لك؟


فمن الذي يبيح لك رؤية النساء المتبرجات؟


وهل يمكنك في تلك الأماكن أن تغض بصرك؟ وإن غضضته عن تلك فهل يمكن أن تغضه عن الأخرى وغيرها؟


ممكن تقول لي إن لها إيجابيات وأوافقك علىكده ولكن سلبياتها أكثر من إيجابياتها،


وعلى كده فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.




يمكن تقول إني أجد ضغطاً من أسرتي وإلحاحاً،


فأقول لك قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن:14] وأعلم أنك مسؤول أمام الله عن هذه العورات التي أخرجتها من بيوت ساترة فلا تجعلها أما الناس سافرة..
يمكن تقول بلسان حالك شخّصتلنا الداء ولم تشخص لنا الدواء ومنعتنا من التنزه في تلك المنتزهات المختلطة وما قولتش بديل عنها،


وهنا أنبهك إلى أمر عظيم غفل عنه الكثيرون ألا وهو مطالبة المسلم دائماً بالبدائل في كل شيء منع منه وحرم عليه، مع أن الواجب على المسلم أن يقول سمعنا وأطعنا إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور:51] هذا هو الأصل بالمؤمن


المبادرة والسمع والطاعة ولذلك يخاطب الله تعالى عبادة المؤمنين بأجل الأوصاف وأحبها إليهم لاستجاشة قلوبهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [الأنفال:24]، وهكذا كان الجيل الفريد أصحاب محمد من الاستجابة الحيّة لأوامر الله ورسوله بدون تردد ولا تلكّع فهاهم ( لمّا نزلت آيات الخمر في تحريمه، لم يحتج الأمر إلى أكثر من مناد في نوادي المدينة: " ألا إن الخمر قد حرّمت " فمن كان في يده كأس حطّمها، ومن كان في فمه جرعة مجّها، وشقت زقاق الخمر وكسرت قنانيه.. وانتهى الأمر كأن لم يكن سكر ولا خمر )


إذاً ليه كل ما نذكر أمر محرم أو يؤدي إلى الحرام قالت الناس:طب وايه البديل؟


وكأن القائل يقول لو ما قولتوش بديل مش حرجع عن اللى أنا فيه من المخالفة والعصيان وذلك ورب الكعبة لهو الخسران المبين،


قال تعالى: لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ [الرعد:18] ويقول سبحانه: اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ [الشورى:47].
هذا أصل يجب أن يتربى المسلمون عليه ينشأ عليه الصغير ويهرم عليه الكبير.
وبرده دي بعض البدائل :
الاستراحات.. فهذه الاستراحات نفست عن كثير من الناس فيخرج الرجل مع أسرته ويقضي وقته معاهم بأنس وسعادة دون مضايقات ولا معاكسات والذى منه هادى البال،. فهذه واحدة.
استغلال أماكن المنتزهات في أوقات خلوة الناس مثلا بعد صلاة الفجر فلو لاحظت الناس بتخرج امتى تلاحظ أن السهرة تبدأ قرب غروب الشمس إلى ساعات متأخرة من الليلبعد كده يفضى المكان فيمكن للرجل أن يخالف هذه العادة ويستمتع بهذا المكان سواء كان على الساحل أو نحوه في مثل هذه الأوقات.
واللي احلي ..واحلي ...واحلي
الذهاب إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة، والبقاء بقرب الرحاب الطاهرة ولا مانع أن يتخلل تلك الرحلة المباركة زيارة إلى مصايف الطائف الجميلة فتستمتع أنت وأسرتك بالهواء العليل والأرض الخضراء والمناظر الخلابة فتكون بذلك قد جمعت بين الحسنيين فعل الطاعة والترويح عن النفس


وكده يعنى وعلى رأى المثل

الحاجه ام الاختراع.

Monday, June 23, 2008

الحصان قدوة

خلي الحصان ليك قدوه

وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافّة،
وأجهش الحيوان بالبكاءالشديد من الألم من أثر السقوط واستمرّ هكذا لعدّة ساعات
كان المزارع خلاله يبحث الموقف ويفكّر كيف سيستعيد الحصان؟
ولم يستغرق الأمر طويلاَ كي يقنع نفسه بأن هذا الحصان قد أصبح عجوزاَ
وأنّ تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر ،
هذا الى جانب أنّ البئر جافّة منذ زمن طويل وتحتاج الى ردمها بأيّ شكل،
وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر الجاف ودفن الحصان،
وبدأ الجميع بالمعاول والمجاريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر.
في بداية الأمر أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة،
وبعد عدد قليل من الجواريف
نظر المزارع الى داخل البئر وقدصعق لما رآه،
فقد وجد الحصان مشغولاَ بهزّ ظهره كلّما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى!.وهكذا استمرّ الحال ،
الكلّ يلقي الأوساخ إالى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهزّ ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة الى الأعلى،
وبعد الفترةاللازمة لملء البئر،اقترب الحصان ممن سطح الارض بسلام.
وبالمثل تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك،
فلكي تكون حصيفاَ،
عليك بمثل ما فعل الحصان كي تتغلّب عليها،
فكلّ مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا ،
فلا تقلق،
فلقد تعلّمت توّاَ كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة للأعلى.
يلخّص لنا الحصان القواعد الخمسة التالية:
اجعل قلبك خاليّا من الكراهيّة – اجعل عقلك خالياَ من القلق – عش حياتك ببساطة– أكثر من العطاء – توقّع أن تأخذ القليل.
وأخيراَ حاول أن تنسى همومك فهي لن نتساك وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق ظهرك

Thursday, June 12, 2008

ابتسم

ابتسم ..................ابتسم



قال : السماء كئيبة ، وتجهما قلت : ابتسم يكفي التجهم في السما


قال : الصبا ولى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما


قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما


خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟


قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كله متألما


قال : التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما


أو غادة مسلولة محتاجة لدم وتنفث كلما لهثت دما


قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها فإذا ابتسمت فربما ..


أيكون غيرك مجرما وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما


قال : العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟


قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمة لو لم تكن منهم أجل وأعظما


قال : المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى

وعلي للأحباب فرض لازم لكنّ كفي ليس تملك درهما


قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل حيا ولست من الأحبة معدما


قال : الليالي جرعتني علقما قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما


فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما


أتراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما


يا صاح لا خطر على شفتيك أن تتثلما والوجه أن يتحطما


فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم ولذا نحب الأنجما


قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما


قلت : ابتسم مادام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما

الجلطة


يقول أحد أطباء القلب يمكنك أن تنقذ روحاً واحدة على الأقل- بإذن الله من جلطة دماغية؟


كيف؟؟؟


خلال حفل شواء، تعثرت 'فتاة' و سقطت، فطمأنت الجميع أنها بخير، حيث عرضوا الاتصال بالإسعاف، و قالت أنها تعثرت بحجر بسبب حذائها الجديد. فأعانوها على الوقوف، و قدموا لها طبق طعام آخر،وفيما كانت ترتعش، قررت ' الفتاة ' الاستمتاع فيما تبقى من المساء

اتصل زوج ' الفتاة ' في وقت لاحق ذلك المساء ليخبر الجميع أن زوجته في المستشفى ... و في السادسة من ذلك المساء...... توفيت '

لقد أصيبت بجلطة في الدماغ في ذلك الحفل، و لو علموا أعراض الجلطة، لربما كانت ' الفتاة ' حية اليوم


وللتعرف على الجلطة


يقول طبيب أعصاب، أنه إذا تمكن من الوصول إلى المصاب بالجلطة خلال 3 ساعات فقط، يمكنه عكس مفعول الجلطة.... كليّةً !!!

يقول أن الأمر يتطلب فقط التعرف على أعراض الجلطة، وتشخيصها والوصول إلى مريض الجلطة خلال 3 ساعات فقط، و هو أمر ليس بصعب ..
أقرأ التالي

و تعلم أحياناً تكون أعراض الجلطة سهل التعرف عليها

و لسوء الحظ، فإن قلة الوعي قد يسبب كارثة.

مريض الجلطة قد يعاني ضرراً بالدماغ، في الوقت الذي لا يفطن فيه من حوله إلى إصابته بالجلطة .
و الآن يقول الأطباء أن عابر سبيل يمكنه التعرف على أعراض الجلطة بسؤال المريض 3 أسئلة

1 - أطلب من المصاب الابتسام
2 - أطلب منه أن يرفع كلتا ذراعيه
3 -اطلب منه أن يقول جملة بسيطة ، مثال: 'الحمد لله رب العالمين

إذا كان أو كانت تجد صعوبة في أي من هذه المهام، فاطلب الإسعاف فوراً، و صف الأعراض لهم
بعد ما اكتشف الباحثون أن مجموعة من المتطوعين غير الطبيين قادرون على اكتشاف الضعف بالتحكم في تعابير الوجه السؤال الأول) ، أو الضعف بالذراعين ( السؤال الثاني) أو مشاكل النطق (السؤال الثالث) ، بدأوا يحثون العامة على تعلم هذه الأسئلة الثلاث ،

لقد قاموا بعرض استنتاجاتهم في الاجتماع السنوي لرابطة الجلطة الأمريكية في فبراير الماضي.

إن الانتشار الواسع لهذا الفحص البسيط سيؤدي إلى التشخيص المناسب و العلاج للجلطة، و يمنع الإضرار بالدماغ

Friday, June 6, 2008

يا ايها الرجل المعلم غيره..............هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذى السقام وذى الضنا......كيفا يصح به وانت سقيم
ابدا بنفسك فانهها عن غيها ...فاذا انتهت عنه فانت حكيم
فهناك يقبل ان وعظت ويقتدى ...بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتاتى مثله ...عار عليك اذا فعلت عظيم

Sunday, May 25, 2008

وبالوالدين إحساناً

حق الوالدين عظيم
قرنه الله سبحانه وتعالى بحقه ورغبت النصوص في الكتاب والسنة في برّهما وبيان حقهما والترهيب من عقوقهما
بعض فضائل برّ الوالدين وتحريم عقوقهما:
إن الله قرن حقهما بحقه
، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]، وقال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14].
إن الله أمر بصحبتهما والإحسان إليهما ولو كانا كافرين،
قال تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا [لقمان:15]
وفي صحيح مسلم عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت: قدمت عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله فاستفتيت رسول الله، قلت: قدمت عليّ أمي وهي راغبة - أي طامعة فيما عندي - أفأصل أمي؟: قال: { نعم صلي أمك[متفق عليه
برهما من الجهاد،
عن عبدالله بن عمرو قال: جاء رجل إلى رسول الله فاستأذنه في الجهاد، فقال: { أحيّ والداك؟ } قال: نعم، قال: { ففيهما فجاهد } [متفق عليه]،
وعن أنس قال: أتى رجل النبي فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه قال: { هل بقي من والديك أحد؟ } قال: أمي، قال: { فأبل الله من برّهما، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد } [رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط]،
قال المنذر: إسناده جيد، وحسنه العراق والهيثمي، ومعنى: { فأبل الله في برّها } أي: أحسن فيما بينك وبين الله يبرك إياها.
وفي بعض الأحاديث قدّم برّهما على الجهاد، ففي حديث ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: { الصلاة على وقتها } قلت: ثم أي؟ قال: { بر الوالدين؟ } قلت: ثم أي؟ قال: { الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه]. طاعتهما من موجبات الجنة
، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: { رغم أنفه، رغم أنف، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم]، وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله يقول: { الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه } [رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح، وصححه ابن حبان والألباني]، قال القشيري: { أوسط أبواب الجنة }، أي: خير أبوابه.
وعن معاوية بن جاهمة أن جاهمة جاء إلى رسول الله فقال: أردت الغزو وجئت أستشيرك؟ فقال: { هل لك من أم؟ } قال: نعم، فقال: { فالزمها فإن الجنة عند رجليها } [رواه أحمد، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وحسّنه الألباني]، ورواه الطبراني في الكبير بلفظ: { ألك والدان؟ } قلت: نعم، قال: { الزمهما فإن الجنة تحت أرجلهما }، قال المنذري عن إسناد الطبراني: إسناد جيّد.
رضى الله في رضى الوالدين،
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال: { رضى الله في رضى الوالد، وسخط الله في سخط الوالد } [رواه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم والألباني]، ورواه الطبراني بلفظ: { رضى الرب في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما } وصححه الألباني أيضاً.
برهما سبب مغفرة الذنوب،
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه ويلم فقال: يا رسول الله، إني أصبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة؟ فقال: { هل لك من أم؟ } قال: لا، قال: { فهل لك من خالة؟ } قال نعم، قال: { فبرّها } [رواه الترمذي، وقال: هذا حديث صحيح، وصححه ابن حبان]، وعن مالك بن عمرو قال: قال رسول الله : { من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله وأسحقه } [قال المنذري: رواه أحمد من طرق أحدهما حسن].
برّهما سبب في تفريج الكربات،
ويدل على ذلك قصة الثلاثة الذين انطبقت الصخرة على فم الغار الذي هم فيه فتوسلوا إلى الله بصالح عملهم، فتوسل أحدهم ببره بوالديه والثاني بكمال العفّة والثالث بتمام الأمانة ففرّج الله كربتهم بزوال الصخرة عن فم الغار، والقصة في الصحيحين.
برهما سبب في سعة الرزق وطول العمر وحسن الخاتمة،
عن أنس قال، قال رسول الله : { من أحبّ أن يبسط الله في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه } [متفق عليه]، وعن علي قال: قال رسول الله : { من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه }، قال المنذري: رواه عبدالله بن أحمد في زوائده والبزار بإسناد جيد. وبرّ الوالدين أعلى صلة الرحم؛ لأنهم أقرب الناس إليك رحماً.
دعوة الوالد على الولد مستجابة،
ويدل على ذلك قصة جريج العابد الذي دعت عليه أمّه لما ترك إجابة ندائها أن يريه الله وجوه المومسات - أي الزواني - فاستجاب الله دعاءها، والقصة في الصحيحين، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم } [رواه أحمد وصححه القرطبي في التفسير]، وقال الذهبي: سنده قوي، وحسّنه الألباني.
الولد وماله لأبيه،
عن جابر، أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي مالاً وولداً، وإن أبي يريد ان يجتاح مالي، فقال: { أنت ومالك لأبيك } [رواه ابن ماجه]. قال البوصيري:إسناده صحيح وصححه الألباني، وله شاهد من حديث عبدالله ابن عمرو، ولفظه: { أنت ومالك لأبيك، إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم } [رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني]، قال ابن الأثير: الاجتياح الاستئصال.
عن أبي هريرة قال، قال رسول الله : { لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه } [أخرجه مسلم].
أن عقوقهما من أكبر الكبائر،
عن أبي بكرة قال: قال رسول الله : { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر } ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: { الإشراك بالله وعقوق الوالدين }، وكان متكئاً فجلس فقال: { ألا وقول الزور وشهادة الزور }، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت [متفق عليه].
أن العاق ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يدخل الجنة،
عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله : { لا يدخل الجنة قاطع رحم } [متفق عليه واللفظ لمسلم]، والوالدان أقرب الأرحام، وعن ابن عمر مرفوعاً: { ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديّوث والرّجلة }، قال المنذري: رواه النسائي والبزار - واللفظ له - بإسناد جيدين والحاكم وقال: صحيح الإسناد، والديّوث الذي يقرّ على أهله الزنا. والرّجلة هي المترجلة المتشبهة بالرجال.
أن العاق تعجّل له العقوبة في الدنيا،
عن أنس قال، قال رسول الله : { بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق } [رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني]. وعن أبي بكرة مرفوعاً قال: { ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصحابه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم } [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وصححه ابن حبان]، وبوّب عليه البخاري في كتاب الأدب المفرد: باب عقوبة عقوق الوالدين، وعقوق الوالدين أعظم القطيعة للرحم.
-
وبعد أن تبيّن لنا عظيم حق الوالدين وشناعة عقوقهما وخطر التقصير في حقهما - أدعو نفسي واياك إلى المسارعة إلى برّهما وتحللهما من التقصير فيما سلف، وجدّ واجتهد في صلتهما، وادخال السرور عليهما، والسعي في رضاهما، وتقديم محابّهما على ما تحبه نفسك وتهواه، والمسارعة في تحقيق مطالبهما، والحذر من مضايقتهما وأذيتهما قولاً أو فعلاً، وخفض الجناح لهما، والدعاء لهما؛ امتثالاً لقول الباري سبحانه: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:24].
وفقني الله وإياك لأداء حق الله وحق الوالدين، ومنّ الله عليّ وعليك برضا الله ورضاهما، وجعلني وإياك من السابقين إلى الخيرات المشمّرين إلى الجنات بمنّه وكرمه، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

Sunday, April 27, 2008

المخدرات سرطان العصر

موضوع خطير من موضوعات الساعة... ومرض مدمر من أمراض المجتمع.
وكيف لا يكون كذلك؟
وهو عدو شرس يقتل الروح قبل أن يقتل البدن... ويفتك بالعقل قبل أن يفتك بالجسد... ويسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا.
وما اكثر الامثله علي الكوارث التي يسببها هذا العدو اللعينمنها علي السبيل المثال لا الحصر
حادثتين مروعتين
أما الأولى التي يكاد يقف أمامها القلم عاجزاً مشلولاً من الخجل والحياء.
فهي قصة شاب من إحدى الدول العربية في التاسعة والعشرين من عمره انهال على أمه طعناً بالسكين حتى مزق جسدها بخمس وعشرين طعنة. والله إن الحلق ليجف... وإن القلب ليرتعد... وإن الكلمات لتعجز... أمام هذه المأساة المروعة... ابن يقتل أمه وما السبب؟
إنها المخدرات !!
أما الحادثة الثانية التي نقلتها إحدى الصحف العربية فهي أبشع حادث إغتصاب يصدم الآذان والقلوب. فهذه أرملة عجوز في الستين من عمرها مات زوجها وترك لها الأبناء وأقامت على تربيتهم خير قيام حتى احتلوا جميعاً أماكن مرموقة.
وفي ليلة خرجت الأم المسكينة في التاسعة مساء لتزور أبناءها، وفجأة انشقت الأرض أمامها عن ذئب بشري وقح، لعبت المخدرات برأسه فأعمت عقله وقلبه وبصره، فرأى المرأة العجوز شابة فاتنة في العشرين ! ! وانطلق ذليلاً لنداء الجنس الذي يصرخ في أعماقه.
فلم يجد أمامه إلا هذه الأرملة المسكينة التي راحت تصرخ بأعلى صوتها وتستغيث وتذكره بأنها أكبر من أمه، ولكن دون جدوى ففعل بها الفاحشة رغماً عنها وسرق ما معها من مال ثم تركها وانصرف.
جريمة قتل... وجريمة زنا... وجريمة سرقة... والسبب المخدرات !
ألم أقل لكم إنه عدو شرس يسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا... إنه خطر يهددنا جميعاً أيها المسلمون.
إن الأمة الإسلامية مستهدفة من عدة جهات تستغل المخدرات لإفساد مجتمعاتها ولتحويل الشباب إلى طاقة غير منتجه وإلى شباب ضائع لا يفكر ولا يعمل.
ويزداد الأمر خطراً إذا علمنا أن إحدى الدول العربية تستهلك سنوياً من المخدرات ما يعادل ثمانية مليارات من الجنيهات
إنها كارثة كبرى بكل المقاييس
وأخشى ما أخشاه أن نتصور أن القضية تتمثل في مجموعة من المهربين يحاولون جمع الملايين، ولو كان ذلك على حساب مستقبل أبناء الأمة.
أو أن نتخيل أن المشكلة لن تكون أكثر من مجموعة مصحات نحاول أن نقيمها هنا أو هناك لكي نستقبل فيها المدمنين عسى أن يمن الله عليهم بالشفاء...
إن المشكلة في حقيقتها أكبر من هذا... نعم أكبر من محاولات التهريب ومصحات الإدمان.
لأن ما وصلنا إليه اليوم إنما هو نتيجة لمقدمات كثيرة... ومن ثم فإذا أردنا العلاج بحق يجب أن نفتش وبصدق عن هذه المقدمات.
الإسلام دين ودولة... وعقيدة وشريعة فإنه الواجب على الدعاة إلى الله أن يتعرضوا لأمراض المجتمع لتشخيص الداء، وتحديد الدواء. لأننا جميعاً ركاب سفينة واحدة.
ومن ثم فالأمر يحتاج إلى مواجهة صادقة ونصيحة خالصة نسأل الله أن ينفع بها الجميع.

إن الحل الجذري لهذة المشكلة الكبيرة يتمثل في البحث الصادق عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى انتشار هذا الوباء السريع. وعند هذه الأسباب يكمن العلاج. فمن المستحيل أن نحدد الدواء قبل أن نشخص الداء. وأخطر هذه الأسباب
بمنتهى الوضوح والصدق ما يلي:
أولاً: الفراغ الديني عند كثير من هذا الشباب وعدم قيام المسجد بدوره الذي ينبغي أن يقوم به
فلا شك على الإطلاق أن التدين والإلتزام بمنهج الله جل وعلا هو عنصر الأمان والسعادة في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124،123].
وللجميع أن يقارن مقارنة سريعة بين هذا الشباب الطاهر الطائع، الذي تربى في المساجد، وبين هذا الشباب التائه الضائع الذين أدمن المخدرات، إن الفرق كبير وإن البون شاسع.
فلابد أن نعلم أن المسجد هو الحضن التربوي الطاهر الذي يعلم أبناءنا الفضيلة بعد أن إنتشرت الرذيلة.
فلا تخافوا المساجد، وادفعوا الشباب إلى المساجد، ليجلس بين يدي العلماء والدعاة ليتربى على أخلاق الإسلام، فهي وحدها التي تحول بينه وبين هذا الدمار.
أما إذا ضل طريق المسجد ولم يتذوق معنى الطاعة سلك الطريق الآخر حتماً الذي لا ينتهي إلا بمثل هذه النهايات المأساوية المروعة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثانياً: أما السبب الثاني والخطير من أسباب هذه الكارثة هو الإعلام المدمر لكثير من القيم والأخلاق
ونستطيع أن نقول بإطمئنان أن كثيراً من الوسائل المختلفة وعلى رأسها البث الفضائي تقوم بدور رهيب، لإشاعة الفاحشة، وللإغراء بالجريمة بكل صورها، وأشكالها ويكفي ذلك أن تراجع الإحصائيات الدقيقة لهذه الوسائل لتتعرف على صدق ذلك: فليس هذا الكلام للإثارة أبداً.
فكم عدد الأفلام التي تعرض للعوالم والراقصات؟ !
وكم عدد الأفلام التي تعرض لتصور الفاحشة والإنحراف والشذوذ؟ !
وكم عدد الأفلام التي تعرض لتعلم أبناءنا الجريمة والإنحراف والفهلوة؟ !
وها هو الغزو الجديد يغزو بلادنا عن طريق شبكات الإنترنت التي إنتشرت انتشار النيران في الهشيم كالمقاهي والنوادي والبيوت والاستراحات تنقل لهم سموم العالم أجمع في لحظات وتحطم القيم والمبادىء.
فماذا تنتظرون بعد ذلك من شباب يقتله الفراغ الديني والذهني وهو يسمع ويرى ما يحول العباد الزهاد إلى فساق فجار. ومع عجزه أن يحصل شيئاً لا يجد أمامه سوى بحر من الأوهام والأحلام الخادعة والذي يتمثل في الاتجار بالمخدرات أو تعاطيها.
ثالثاً: المناهج التعليمية الحديثة:
فإنها تحسن أن تعلم الجيل المعارف والعلوم ولكنها لا تحسن أن تعلم عينه الدموع ولا قلبه الخشوع.
فكم من الطلاب يتخرجون كل عام؟ ما هو نتيجة العلم الذي تعلموه؟ هل خدموا دينهم وأمتهم؟ هل حصلوا على أعلى الشهادات للرقي بهذا الدين والاختراع! أم حصل على الشهادة لمجرد أنها شهادة يقف بها على أبواب المصالح الحكومية ليتلقى وظيفة وراتباً يقضي بها وقته فقط؟.
أين طلاب العلم الذين يستهمون من العلم بقوة بعد أن توافرت لهم كافة وسائل التعلم التي لم تتوافر لأجيال سابقة.
بل إن الأغرب الآن هو التفنن في إضاعة الوقت وسياق النفس إلى الهلاك بدءاً بالسيجارة وانتهاءً بإدمان المخدرات.
فلا بد من النظر مرة أخرى إلى المناهج وإلى طريق التدريس وإلى الهدف برمته من وراء العملية التعليمية. هو أن يخرج طلاب علم تستفيد منهم الأمة الإسلامية ويكونوا ممن يحملون كتاب الله ويطبقون سنة رسوله .
رابعاً: العامل الإقتصادي
لا ينبغي أن نغفل عنه أيضاً كسبب من أسباب المشكلة الخطيرة.
خامساً: التفكك الأسري
الذي غالباً ما تنعكس نتائجه على الأبناء الذين يفقدون أنفسهم بفقدهم لأبائهم وأمهاتهم.
والله سبحانه وتعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90].
وهذا رسول الله يقول: { كل مسكر حرام }.
سادساً: العمالة الوافدة غير المسلمة
قال تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120] ونهى أن يبقى في جزيرة العرب دين غير دين الإسلام وكم من المفسدين وفدوا إلى جزيرة العرب بحجة العمل وهم يبطنون الإفساد والعياذ بالله.
هذه بعض الأسباب التي تشخص الداء وتحدد الدواء في آن واحد إن كنا ممن يريد العلاج الحقيقي والجذري لهذه المشكلة.
حكم المتعاطين المهربين
قال العلماء وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أن من لم يدفع فساده في الأرض إلا بالقتل وجب على ولي الأمر أن يقتله وهذا ما قاله أيضاً الحنفية والمالكية والحنابلة.
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179].
أما بالنسبة لمن يتعاطون المخدرات فإن جمهور الفقهاء يقولون بوجوب القصاص من القاتل إن حدث منه القتل حال سكره المحرم، وأوجبوا عليه الحد إذا ارتكب جناية توجب الحد، كالزنا والسرقة حال سكره.
ونص على ذلك المالكية والحنفية وهذا أصح القولين عند الحنابلة والصحيح عند الشافعية.
وأخيراً:
فإنه يجب على الجميع أن يتكاتف لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة وليس الأمر عسيراً أو مستحيلاً فلقد نجحت الصين الشيوعية في القضاء على هذا المرض في ألف مليون نسمة ولكن الأمر يحتاج إلى صدق من الجميع.
على العلماء وطلبة العلم في تبصير المسلمين إلى هذا الأمر الخطير.
وعلى الآباء دور كبير في البيت.
وعلى المعلمين دور عظيم في المدرسة.
وعلى الإعلامين دور خطير في أجهزة الإعلام.
ثم... الضرب بشدة على أيدي المهربين أياً كان موقعهم.
أما أنت أيها الشاب المسكين يا من ابتليت بهذا البلاء فهيا عد إلى الله.
إلجأ إلى الله بصدق أن يخلصك من هذا الكابوس
منقول لتعم الفائدة.

Sunday, April 13, 2008

سؤال اتسألته كتيييييييييييييييير



سؤال اتسألته كتيييييييييييييييير


وآدى رده من ناس متخصصه


لمن يهمه الأمر


كتبته: رقية بنت محمد المحارب


الأستاذ المساعد بكلية التربية / الرياض.


[ راجعه الشيخ محمد بن صالح العثيمين وأقر ما جاء فيه على غلاف البحث بخطه ]..


كلمة الشيخ العثيمين على الغلاف هي:


[ راجعته فرأيت أقوى دليل على أن الرطوبة لا ينتقض بها الوضوء أن الأصل عدم النقض إلا بدليل ].
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له


وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.


أما بعد مما يشكل على النساء مسائل الطهارة، ويحترن فيها ويقعن كثيرا في الوساوس أو الأخطاء إما بسبب الجهل أو بسبب عدم الاهتمام.


وإن كانت مسائل الحيض والاستحاضة والنفاس جل استفتاء النساء ومدار اهتمامهن الفقهي،


فهو بلا ريب مدعاة للبحث والاستقصاء،


بيد أن أكثر هذه المسائل مبسوطة في الكتب القديمة والحديثة،


وفي المسائل من الأدلة ما يجليها فلا يجعل في النفس شك ما دامت مستندة على دليل شرعي صحيح، والذي تجدر الإشارة إليه أن أكثر أسئلة النساء في هذا العصر عن الرطوبة التي تخرج من القبل،


فالسؤال عن نجاستها وعن نقضها للوضوء،


فالحمد لله الذي شرح صدري للكتابة في الموضوع،


سيما وقد كنت عرضت المسألة على فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه قبل أكثر من عشر سنوات فوافقني وأيد ما اخترته من رأي.


أهمية الموضوع: لا تخلو مسلمة من الحاجة لمعرفة هذه المسألة،


لأنه أمر يصيب الجميع من النساء، وهو خلقة فطر الله النساء عليها، وليست مرضا ولا عيبا ولا نادرا! لأن سطح المهبل كأي سطح مخاطي آخر بالجسم،


يجب أن يظل رطبا وتختلف كمية الإفراز باختلاف أفراد النساء،


فقول إن بعض النساء يصيبهن وبعضهن لا يصيبهن غير صحيح فالذي يصيب بعضا دون البعض هو السيلان المرضي المسمى بالسيلان الأبيض وهذا النوع من السيلان يصحبه حكة ورائحة كريهة وأحيانا يختلط بصديد أو يكون داميا أو مصفر اللون.


ولأن المرأة يجب أن تكون طاهرة لتؤدي الصلاة فلا بد من معرفة حكم هذا السائل،


فهي إذا كانت تجهل حكمه ربما أعادت وضوءها مرارا،


وربما أصابها الوسواس، وربما أعادت الصلاة،


فلذا ينبغي أن يعلم حكم هذه الرطوبة بالدليل الشرعي على أصول سلفنا الصالح. ويخرج من المرأة سوائل من غير السبيلين كالمخاط واللعاب والدمع والعرق والرطوبة ويخرج منها سوائل من السبيلين وهي نجسة ناقضة للوضوء، والسبيل هو مخرج الحدث من بول أو غائط.


فقد حدد الشافعي رحمه الله مخارج الحدث المعتاد وهي الدبر في الرجل والمرأة وذكر الرجل وقبل المرأة، الذي هو مخرج الحدث،


والمرأة لها في القبل مخرجان:


مخرج البول ( وهو مخرج الحدث ) ومخرج الولد وهو المتصل بالرحم.


حكم الرطوبة الخارجة من رحم المرأة: هل هي نجسة؟


إن الرطوبة الخارجة من المرأة لا تخرج من مخرج البول بل هي من مخرج آخر متصل بالرحم وهي لا تخرج من الرحم أيضا بل من غدد تفرزها في قناة المهبل ( وهي غير نجسة ولو كانت نجسة لفرض أهل العلم غسله فرطوبته كرطوبة الفم والأنف والعرق الخارج من البدن )


الترجيح: لما كان الرطوبة ليس فيها نص صريح يحتج به أحد. فالرطوبة تخرج في أي وقت بلا سبب دافع لغسل أو وضوء وهو الشهوة قلت أو كثرت.


الرطوبة الخارجة من المرأة أشبه بالعرق والمخاط والبصاق فلو قيست عليه لكان ألصق بها.وقد بحثت في كتب السنة فلم أجد دليلا ينص على نجاسة الرطوبة لا مرفوعا ولا موقوفا، ولم يقل بذلك أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من أتباعهم


وأدلة الطهارة كثيرة، منها:


أولا: أن الأصل في الأشياء الطهارة، إلا أن يجيء دليل يفيد عدمها، وهذه قاعدة استدل بها شيخ الإسلام ابن تيمية على طهارة المني فقال: ( أن الأصل في الأعيان الطهارة فيجب القضاء بطهارته حتى يجيئنا ما يوجب القول بأنه نجس، وقد بحثنا ما يوجب القول بأنه نجس، وقد بحثنا وسبرنا فلم نجد لذلك أصلا، فعلم أن كل ما لا يمكن الاحتراز عن ملابسته معفو عنه ).


- قلت وهذا ينطبق على الرطوبة سواء بسواء بل هي أكثر حاجة لهذا الحكم، فالمني يخرج في حالات معلومة فلو أمكن الاحتراز منه مع صعوبته في حال قلة الثياب والفرش فلا يمكن الاحتراز من الرطوبة ولو كثرت الثياب والفرش،


فكيف يتصور أن الشرع يأمر بالاحتراز من الرطوبة،


وهي أشد إصابة للمرأة ولا تعرف نزولها، لا بشهوة ولا بغيرها فقد تصيبها وهي نائمة أو منشغلة فلا تشعر، وقد تكون قليلة جدا وقد تزيد؟ فالاحتراز عن ملابستها أعسر والعفو عنها أولى.


ثانيا: أنها لو كانت نجسة لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته وبناته ونساء المؤمنين،


ولو كان يخفى عليهن طهارتها لسألن عن ذلك وهن اللاتي لا يمنعهن الحياء من التفقه في الدين، وهن أحرص على دينهن منا على ديننا، أفيكون نساء عصرنا أكثر حرصا منهن؟،


ولا يمكن أن يقال إنهن يعلمن نجاستها لذلك لم يسألن عن الاستحاضة والصفرة والكدرة والاحتلام وهو أشهر وأظهر في النجاسة وذلك لوجود أوصاف مشتركة مع الحيض.


ثالثا: أنه ثبت أن نساء الصحابة لم يكن يحترزن من الرطوبة ولم يكن يغسلن ثيابهن إلا مما علمت نجاسته


يدل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في كتاب الحيض – باب غسل دم الحيض – عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيض كيف تصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أصاب ثوب إحداهن الدم من الحيض فلتقرصه ثم لتنضحه بماء ثم لتصلي فيه ).


فهن لم يدعن السؤال عن الدم يصيب الثوب اكتفاء بمعرفة حكم الحيض ونجاسته، فكيف يدعن السؤال عن الرطوبة تصيب الثوب. فلو كن يحترزن منها،


أو في أنفسهن من طهارتها شك لسألن عن كيفية غسلها.ومن المعلوم أن نساء الصحابة ليس لهن من الثياب إلا ما يلبسن وليس لهن ثياب مخصوصة للصلاة تحرزها من الرطوبة التي تخرج سائر اليوم فكيف يأمر من يرى نجاسة الرطوبة في عصرنا هذا بالتحفظ بالحفاظات وهل كان لدى نساء الصحابة حفاظات يغيرنها عند كل صلاة.


أخرج البخاري في صحيحه باب: هل تصلي المرأة في ثوب حاضت فيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها فقصعته بظفرها ).


فلما لم يكن لهن إلا ثوب واحد وكن لا يغسلن من دم الحيض دل على أنهن لا يحترزن مما سواه.




هل تنقض الوضوء؟




في نواقض الوضوء لم أجد من تكلم على الرطوبة بإسهاب أو عدها من نواقض الوضوء بدليل من كتاب أو سنة أو إجماع بل ولا بقول صحابي ولا تابعي ولا بقول أحد من الأئمة الأربعة.


قياس الرطوبة على سلس البول لا يسوغ وليس بدليل لأمور


:1) جرب العادة على قياس النادر على الشائع والقليل على الكثير، وليس العكس، فالرطوبة كثيرة يعم بها البلاء، والسلس حالة نادرة مرضية تخص القليل.


2) أن القياس يكون فيما يجمع بينهما أوصاف مشتركة والأوصاف هنا مختلفة، فالرطوبة طاهرة والبول نجس، والبول مستقذر خبيث، أمرنا بالتنزه منه، ولم نؤمر بالتنزه منها، بل سماها الله طهارة


حيث قال: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) البقرة 222.


فسمى الله نزول الرطوبة طهارة وجعلها علامة على زوال نجاسة الحيض، ولو كانت نجاسة لما كان بين إتيان النساء في القبل أو الدبر كبير فرق. وهذا ممنوع بالشرع والعقل.


والرطوبة معتادة وطبيعية والسلس مرض وغير معتاد.


3) قياس الرطوبة على الريح الخارجة من الدبر أيضا لا يصح لاختلاف المخرج.




فهلا قيست على الريح التي تخرج من القبل فالأوصاف مشتركة أكثر فهما جميعا طاهران وتخرجان من مخرج طاهر فكان ينبغي أن تلحق الرطوبة بالريح الخارجة من القبل.


وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن الريح التي مخرجها القبل لا تنقض الوضوء


ومنهم فضيلة شيخنا ابن عثيمين رحمه الله حيث قال فيها: ( هذا لا ينقض الوضوء، لأنه لا يخرج من محل نجس كالريح التي تخرج من الدبر ).


القائلون بعدم نقض الرطوبة للوضوء: الذي يفهم من ترك العلماء لذكر الرطوبة من نواقض الوضوء أنهم لا يرونها ناقضا وليس العكس،


فلو كانوا يرونها ناقضا لذكروها من النواقض ولو كان العلم بها مشتهرا كما صنعوا في البول والغائط وغيرهما.


ومما يمكن أن يستدل به على عدم نقض الرطوبة للوضوء أمور:


1) إنه لم يرد فيها نص واحد لا صحيح ولا حسن بل ولا ضعيف، ولا قول صحابي ولم يلزم العلماء أحد من النساء بالوضوء لكل صلاة كحال المستحاضة.


ولو علمت النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يلزمهن الوضوء لكل صلاة بسبب الرطوبة لما كان لسؤالهن عن الاستحاضة معنى، فإنهن لم يسألن عن الاستحاضة إلا أنهن لم يكن يتوضأن منها لكل صلاة.


2) إن نساء الصحابة كسائر النساء في الفطرة والخلقة، وليس كما زعم بعضهم أن الرطوبة شيء حادث في هذا الزمان


أو انه يصيب نسبة من النساء، ولا يصيب الجميع، بل هو شيء لازم لصحة المرأة وسلامة رحمها كحال الدمع في العين والمخاط في الأنف واللعاب في الفم،


ولو قبل إن هذه الأمور حادثة وليس منها شيء فيما سبق لم يوافق على ذلك أحد.


والنساء أعرف بهذا غير أن نسبة الرطوبة تتفاوت في كميتها تبعا للطبيعة كالعرق والدمع فبعض الناس يعرق كثيرا وآخر يعرق قليلا وليس أحد لا يعرق بته،


ولو كان لصار ذلك مرضا،


ولو افترض أن هذه الرطوبة لا تصيب كل امرأة بل تصيب نسبة منهن فما مقدار هذه النسبة أهي أقل من المستحاضات!


فما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين أحكامهن حتى جعل المحدثون والفقهاء للمستحاضة كتبا وأبوابا في مصنفاتهم، وهن أربع عشرة امرأة كما عدهن ابن حجر رحمه الله.


فلا يصح أن يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بيان هذا الأمر، لأنه لا يصيب كل امرأة والأحكام تنزل في الواحد والاثنين والحادثة وإن خصت فحكمها عام.


3) كانت الصحابيات يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وربما كن صفا أو أكثر وربما صلى بالأعراف أو الأنفال أو الصافات أو المؤمنون، ويطيل الركوع والسجود، ولم يرو أن بعضهن انفصلت عن الصلاة وذهبت لتعيد وضوءها، فالأيام كثيرة، والفروض أكثر،


وحرصهن على الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مستمر وبلا ريب أنه تنزل من واحدة أو أكثر هذه الرطوبة أثناء الصلاة كما يصيبنا نحن في صلاة التراويح أو غيرها،


ولم يستفسرن عن هذا ولو كان الأمر مشروعا والوضوء واجبا وقد تركن السؤال ظنا منهن بالطهارة فمستحيل أن لا ينزل الوحي في شأنهن.


4) إن تكليف المرأة بالوضوء لكل صلاة لأجل الرطوبة إن كانت مستمرة أو إعادتها للوضوء إذا كانت متقطعة شاق، وأي مشقة، وهو أكثر مشقة من الاحتراز من سؤر الهرة الطوافة بالبيوت حتى جعل سؤرها طاهرا، وهي من السباع، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلل طهارة الهرة بمشقة الاحتراز حيث يقول:


" إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات ".


ذكر ذلك ابن تيمية في مجموع الفتاوى 21-599. 5) إن الله تعالى سمى الحيض أذى وما سواه فهو طهر فقال: " ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ". سورة البقرة 222


6) إخراج البخاري في كتاب الحيض / باب الصفرة والكدرة في غير أيام الحيض عن أم عطية


قالت: " كنا لا نعد الصفرة و الكدرة شيئا " قلت: فلئن كن لا يعددن الصفرة شيئا، فلأن لا يعددن الرطوبة شيئا أولى. وقولها: لا نعد الكدرة والصفرة شيئا من الحيض ولا تعد الصفرة والكدرة موجبة لشيء من غسل أو وضوء


ولو كانت توجب وضوءا لبينت ذلك.


7) أن جعل الرطوبة من نواقض الوضوء مع خلوة من الدليل يحرج النساء " وما جعل عليكم في الدين من حرج " الحج




وإلزام النساء بما لم يلزمهن به الله ولا رسوله كلفة وشدة وإن هذا الدين يسر.


والله أسأل أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذه المعلومات أخذت من كتيب " حكم الرطوبة " كتبته: رقية بنت محمد المحارب " جزاها الله خيرا.،


الأستاذ المساعد بكلية التربية بالرياض بتصرف من جمعية إحياء التراث الإسلامي – فرع القرين – اللجنة النسائية – حلقة منبر التوحيد – الكويت.
ملاحظة هامة:
الرطوبة هنا المقصود بها الإفرازات التي لا تخرج بشهوة؛ أما تلك التي تخرج بشهوة (المني والمذي) فالحكم فيها يختلف. وللاستزادة يمكن الاطلاع على التالي:
http://akhawat.islamway.com/modules.php?name=News&file=article&sid=251